إفتتاحية سمير شوقي

طبول الحرب

 
 
 
 
 
قضية الصحراء تجتاز مرحلة صعبة و حرجة. فالبوليزاريو لم يستسغ بعد عودة المغرب مظفراً للإتحاد الإفريقي و اختراقه ماكان يطلق عليه معاقل دعم الانفصاليين، و بالتالي صار يناور و يستفز لخلق أجواء التوثر.
 
و من هذا المنطلق جاء اجتماع الحكومة مع رؤساء الأحزاب و لجنتي الخارجية بالبرلمان بغرفتيه، يوم أحد و دون إعداد مسبق، ليبين تعقد الوضع مع اقتراب مرور الملف أمام مجلس الأمن. لكن هل تأخرت الحكومة في هذه الإستشارة؟ و هل يعني توجهها للأحزاب خطورة الموقف؟ و هل يمكن أن تصل الأمور للمواجهة العسكرية؟
 
الإجابة بنعم على كل هاته التساؤلات.
 
 نعم، الحكومة تأخرت كثيراً في إشراك الأحزاب الوطنية من أجل تعبئة وطنية كبرى، خاصة و أن استفزازات البوليزاريو بلغت حدوداً خطيرة منذ سنوات مع صمتٍ مغربي قد يفهم منه أنه ضعف. فعندما زحف الإنفصاليون على منطقة بير لحلو و تافريتي اكتفى المغرب بالتنديد فيما الإنفصاليون غيروا الوضع الحدودي المتفق عليه مع مجلس الأمن منذ العام 1991. غياب ردٍ حازمٍ من المغرب جعل البوليزاريو يتمادى و يزحف على منطقة الكركرات على الحدود الفاصلة بين المغرب و موريتانيا، و صار يضيق الخناق على تنقل المواطنين و البضائع بين البلدين و خُلِقت حدود وهمية جنوب الصحراء المغربية.
 
نعم، توجه الحكومة للأحزاب من أجل التعبئة ينذر بخطورة الوضع، لذلك تحضر للتعبئة الشعبية بواسطة الهيئات السياسية و هذا من صلب اختصاص هاته الأخيرة. المشكل أن الأحزاب تعاني من أزمة مصداقية و ثقة لدى المواطنين و يصعب عليها في هذه الظروف أن تعبىء العموم، لكن تلك حكاية أخرى يجب الوقوف عليها مطولاً لمعرفة  كيف  و لماذا  فقدت الأحزاب مصداقيتها و خطورة ذلك على التوازنات السياسية بالبلاد.
 
نعم، يمكن أن تصل حالة التوثر لمواجهات مسلحة، ومن حق المغرب أن يسلك أي وسيلة للحفاظ على وحدته الترابية خاصة في المناطق العازلة التي زحف عليها البوليزاريو. من حق الدولة المغربية أن تحمي مواطنيها الذين يتعرضون للتنكيل و آلتعنيف و السرقة، لم يسلم منها حتى جمهور كرة القدم، من طرف عصابات الإنفصاليين. المغرب أبلغ مراراً و تكرارا بهذه التجاوزات و اكتفى  المنتظم الأممي بال تنديد فيما البوليزاريو بصدد تغيير واقع النزاع على الأرض بالقوة، و هو ما لا يمكنه 
 قبوله. 
 
الوضع جد حساس، ويقتضي إجماعاً وطنيا مسترسلا و ليس مناسباتيا، لكن الآن علينا أن نركز على التوثر الحالي و تدبيره  بجبهة  داخلية متراصة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى