إفتتاحية سمير شوقي
الفضيحة
هناك فضيحة وقعت نهاية الأسبوع الفارط كان من المفروض أن تهز المغرب إعلاميا و جماهيريا، لكن للأسف الشديد مرت مرور الكرام و مسؤولية الجميع، بما فيه الإعلام، تابثة.
الأمر يتعلق بانسحاب المنتخب المغربي للدراجات من طواف المغرب. نعم، و لكم ان تتصوروا مثلا أن ينسحب منتخب بلاد تنظم كأس العالم و سط المنافسة ! في الواقع لا أريد ان أناقش أسباب انسحاب الدراجين المغاربة، و ضمنهم أبطال أفريقيا، لأنه لا يمكن لعاقل أن ينسحب من هكذا منافسة إلا إذا كانت الأسباب قاهرة.
ما يهمني هو المسؤولين و المسؤوليات. فبالدرجة الأولى هناك جامعة الدراجات و بصفة خاصة رئيسها الذي عجز عن احتواء الوضع و قبل ذلك عجز عن توفير شروط المنافسة الإحترافية و أبسطها المأوى و الماكل الجيد و توفير ظروف الراحة و الإسترجاع البدني بعد كل مرحلة.
الدراجون احتجوا و طالبوا و لم يلتفت لهم أحد فنفذوا تهديدهم. القرار المنطقي بعد ذلك هو تقديم رئيس الجامعة و مكتبه لاستقالتهم و تحمل المسؤولية الأخلاقية في هذه الفضيحة.
نعم إنها فضيحة بكل المقاييس و هي تأتي على بعد ثلاثة ايام من زيارة لجنة المراقبة التابعة للفيفا لبلدنا. و إذا كان احدهم يريد الحديث عن “خيانة الوطن” فالأجدر ان تشار الأصابع لمن كان السبب و من تجاهل المسببات. إنها فضيحة لأن الصحافة الدولية تحدثت عن ذلك و لم تشر لفلان او علان بالإسم و إنما وضعت المغرب كبلاد و كوطن في الزاوية الضيقة.
للأسف، هناك مسؤولون عاجزون فاشلون متمسكون بالكراسي حتى و لو ادى ذلك لتسبب فضائح للوطن. لكن ماذا عن ربط المسؤولية بالمحاسبة؟ فبعد أسبوع تقريبا على الفضيحة لم تتحرك وزارة الشباب و الرياصة و كانها غير معنية بهذه المصيبة، فيما تواصل اللجنة الأولمبية رياضتها المفضلة بالصمت و التجاهل.
ارحموا الوطن، إنكم تسيؤون له كما تتنفسون.