إفتتاحية سمير شوقي

فضيلة المعارضة

 
 
 
 
 
ما معنى أن يعلن حزب الإستقلال عن تخندقه في صفوف المعارضة في هذا الظرف بالذات و ما هي انعكاسات ذلك؟
 
حزب الإستقلال هذا ليس أي حزب، إنه حزب مهيكل و آلة انتخابية قوية. صحيح ان هذه الآلة تضررت من شعبوية شباط و من تردد الحزب بعد انتخابات 2016 و غموض تموقعه الذي لا هو في الأغلبية و لا هو في المعارضة، لكن وضع حد لهذا التردد يعتبر خبرا سعيدا لكل ديمقراطي.
 
فانضمام حزب الإستقلال للمعارضة يعطي معنى للسياسة بالمغرب، يخرحها من جمودها و يمنحها ديناميكية كان قد يئس منها المواطن الذي احتار في أمره و هو يرى برلمانه دون معارضة. فالإستقلال كان قد اختار “تخريجة” مغربية خالصة يصطلح عليها بالمساندة النقدية في حين أن “البام” يمارس فقط معارضة البيجيدي، وليس الحكومة.
 
إذن يعلن الإستقلال في نصف ولاية مجلس المستشارين دخوله غمار المعارضة و استعداده لاستحقاقات 2020 البلدية من هذا المنطلق. أولى المعارك ستكون حول رئاسة مجلس المستشارين و أغلب الظن أن حكيم بنشماش سينزل من منصة الرئاسة و يؤدي ثمن التقهقر الذي يعرفه “البام”، و قد نرى عبد الصمد قيوح كرئيس قادم.
 
سيشحد الإستقلال سكاكينه لاسترجاع هيبته، و له كل الإمكانات لذلك، بل إنه أكثر الأحزاب قوة لمنافسة البيجيدي على الرتبة الأولى انتخابيا، و لو تم الرهان عليه سنة 2016،  مع أمين عام متزن، لكان الآن في سدة رئاسة الحكومة. حزب السي علال له شرعية التاريخ و الهياكل و واقع الأرض و الممارسة و التمرس بالحكومات والمعارضات المتعاقبة. 
 
هذا هو المشهد و حتى الأمل في أن تصبح للسياسة معنى و أن يصبح للتنافس الحقيقي وقع على نفس المواطن، و قد تكون هذه الفرصة الأخيرة في استعادة ثقة المواطن و استمالته لصناديق الإقتراع بشكل عفوي.
 
الأمل أن نرى في الإستحقاقات القادمة قوتين أساسيتين في الأغلبية هما البيجيدي و الأحرار، تدافعان عن حصيلتهما دون تبني خطاب المظلومية أو مصطلحات المعارضة، وأمامهما الحزبين الوحيدين في المعارضة، الإستقلال و “البام”، يركزان على نقط ضعف الأغلبية و يقدمان الحلول الناجعة للمستقبل … و تبقى الكلمة للناخب باختيار استمرار الفريق الحكومي الحالي أو اختيار البديل…دون خلط للأوراق بين هذا التموقع و ذاك.
 
و ليتحمل كل واحد مسؤوليته، إما في الأغلبية أو المعارضة. المغرب ليس بحاجة للمناطق الرمادية، و من لم يجد نفسه مرتاحا في أي موقع فليغيره الآن، كما فعل الإستقلال، و ليس عشية الإنتخابات.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى