إفتتاحية سمير شوقي

المعجزة

تقرير البنك الدولي قال للمغرب بالعربي الفصيح، إما أن تحققوا معجزة التربية أو تحكموا على أنفسكم بالتخلف للأبد !

الملاحظة و التوصية صادمتين لأبعد الحدود، ولأن العلاج بالصدمات هو آخر الحلول لبعض الأمراض لم يتبق للبنك الدولي ، بعد أن استنفذ كل سبل التحذير،إلا أن يكون قاسيا في تشريحه للوضع.

و مع ذلك فإن الأمل لم يفقد لأن القاعدة التنموية للإقتصاد المغربي متوفرة لكن الإرادة السياسية يجب أن تتعزز،أن تقوى، أن تنفض عنها الغبار، أن لا ترهن مستقبل أبنائنا وأحفادنا للمجهول.

تقرير البنك الدولي قدم قرائته للوضع الإقتصادي الراهن، و قف على مكامن الخلل و أصدر توصيات كانت أولاها إحداث ثورة في المنظومة التربوية وجعلها مقدمة لأي إصلاح كيفما كان، بمعنى قال للمغاربة الداعي لكتبدير أموالكم في مشاريع إصلاحات تكلف الملايير دون أي جدوى. بالطبع هذا التقرير ليس قرآنا منزلا وبالتالي لا يجب التعامل معه كحتمية لكنه واقعي في حدود ثلاثة أرباع من محتواه. لذلك لا يمكن لوزير محترم أن يأتي أمام الإعلام ليقول بأن نبرة التقرير صدمته و بأن الجميع يعرف مكامن الداء و أن مايهم الحكومة هو تقديم اقتراحات الحلول. لحسن الداودي، الوزير المنتدب في الشؤون العامة، لأنه هو صاحب رد الفعل هذا عليه أن يقرأ المذكرة جيدا و يأخذ منها التوصيات الهامة و يبدأ الإشتغال عليها رفقة زملائه في الحكومة. عليه أن يستوعب أن البنك الدولي قال لنا بصراحة بأن تركيا تقدمت علينا ب 30 سنة و أوروبا ب 50 سنة، ويمكن أن نضيف اليابان وكوريا ب 70 سنة، وبالتالي فالوقت للكلام. العمل يجب أن يكون العملة المقدسة لدى الحكومة و البرلمان و المسؤولين السامين و كل صناع القرار.

مستقبل المغرب بأيديهم الآن، إما الإشتغال على الإنعتاق أو التوغل في التخلف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى