إفتتاحية سمير شوقي
البيجيدي في فوهة المدفع!
أبانت حملة المقاطعين ان هناك ارتباكا حقيقيا داخل صفوف الحكومة. فمنذ الوهلة الأولى للحملة خرج وزراء ليعلقوا على المقاطعة فأججت كلماتهم الموضوع. بعدها اختفى الجميع مدة أسبوعين قبل أن تقرر الحكومة أن تخرج بكل ثقلها هذا الأسبوع محاولة تارة إقناع المغاربة بالخطورة الإقتصادية للمقاطعة، و تارة أخرى مستعملة لغة الوعيد، وفي كل الحالات فشلت في إقناع المقاطعين.
الغريب في الأمر أن حزب العدالة و التنمية وحده شحد وزراءه لمواجهة الموجة، ووضع خمسة وزراء في فوهة المدفع لأن خرجاتهم افتقدت لغة الإقناع. وهكذا افتتح رئيس الحكومة سعدالدين العثماني منذ يوم الإثنين الحملة المضادة للبيجيدي، و تبعه عبدالعزيز الرباح يوم الثلاثاء في برنامج قضايا و آراء، تم لحسن الداودي يوم الأربعاء بالبرلمان، و مصطفى الخلفي يوم الخميس عقب المجلس الحكومي و أخيرا المصطفى الرميد مساء السبت على قناة ميدي آن تيفي.
السؤال المطروح، و الذي وضعناه مساء الجمعة على رئيس الحكومة و لم يجب عنه، لماذا خرج وزراء البيجيدي وحدهم للمغامرة بشعبية الحزب، في وضع بدوا فيه هم أنفسهم غير مقتنعين بما يرددون، فيما اختفى وزراء الأحزاب الخمسة الأخرى المشكلة للحكومة و الذي لم ينطق ولا واحد منهم بكلمة بخصوص موضوع المقاطعة الذي صار جد حساس.
آخر غرائب ما يرافق “المقاطعة” هو طريقة و توقيت تغطية دوزيم لهذه الظاهرة، و تعاملها مع احتجاج رئيس الحكومة بالتجاهل بل أكثر من ذلك استمرت بنفس أسلوب التغطية و كأن شيئا لم يكن، أو كأنها ترش الملح على الجرح.
في الأخير، نسجل أنه من بين إيجابيات “المقاطعة” أنها عرت على تخندقات داخل الأغلبية و بينت أن ميثاق الأغلبية الموقع قبل شهرين فقط، جد هش و يوضح بالملموس أن هناك حكومات داخل الحكومة الواحدة … وهذا تحصيل حاصل لأعطاب الولادة.
مهما كان، صار هناك ما قبل و مابعد المقاطعة و لكل تحليله الخاص بمجريات الأمور.